حول القسم

حول

عن القسم

كلمة رئيس القسم

يزخر عالم اليوم بالكثير من التناقضات ، والآهات والآلام ، والحسرات والأوجاع والنكبات ، وكذا التغيرات الجذرية العميقة والسريعة والمفاجئة والمؤلمة ، مما يجعل بإمكاننا تسمية هذه الحقبة التاريخية العصيبة عصر الصدمات النفسية والكوارث ( الإنسانية والطبيعية ) -بعد أن كان يسمى " عصر الضغوط النفسية" ، أو" القلق " ، أو " الاكتئاب "  وغيرها من المسميات المشابهة- وما ترتب وسيترتب على تلك الصدمات والكوارث والتغيرات الشاملة والعميقة من ارتفاع في معدلات الاضطرابات النفسية .
    ذلك أن هذه الصدمات والكوارث – البشرية على وجه الخصوص –  التي نالت من الإنسان في عصره الحاضر ترتب عليها تغير عميق في بيئته وبنيته المادية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، بل إنها هزت كينونته وجوهر شخصيته وهويته الذاتية والاجتماعية والثقافية ، وتدخلت بإسفاف في خصوصيته ، وانتهكت كرامته وحقوقه .
    ولم ينته الأمر عند ذلك ، فبينما ينتظر هذا المواطن الخلاص والفكاك مما هو فيه، إذا بالأوبئة تحاصره من كل مكان، وعلى رأسها  " كوفيد 19 "  أو ما يُعرف بـ" فيروس كورونا "  الذي انتشر عالميا، إذ بدأ يلوح في الأفق ليثقل كاهل الشعوب في الوطن العربي ويقض مضجعها ويفتك بها ، يرافقه كثير من الآثار النفسية كالهلع والخوف اللذين ينميان الاضطرابات النفسية،  التي تُشعل فتيلها وسائل الإعلام وإشاعات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنتشر كالنار في الهشيم؛ مما يسهم في تفشي وزيادة معدلات الإصابة بالاضطرابات النفسية التي تُضعف المناعة الجسمية؛ مما يجعل الفرد أكثر عرضة للعدوى والإصابة بالأمراض  ، فضلا عن إحساس المواطن العربي – وعلى وجه الخصوص اليمني –  بما يمتلكه الوطن  من منظومة صحية ضعيفة أو منعدمة الإمكانيات، يحاول عبثا أن يواجه بها هذا الوباء.
     
   من هنا يأتي دور علم النفس، وعلى وجه الخصوص علم نفس الكوارث ، والدعم النفسي – الاجتماعي في مثل هذه الظروف ، لمواجهتها والتخفيف والحد من آثارها النفسية المترتبة عليها ، بل وتحقيق النمو من خلال هذه الأحداث والظروف القاهرة والضاغطة والصادمة عبر ما يعرف في التوجه العلمي الحديث في علم النفس بـ "علم النفس الإيجابي"، ومن ضمنه مفهوم " نمو ما بعد الصدمة "، بعد أن كان علم النفس لعقود زمنية طويلة لا يهتم إلا بتناول ومعالجة الجوانب السلبية والاضطرابات النفسية، لكنه اتجه مؤخرا - عبر علم النفس الإيجابي - إلى الجوانب الإيجابية في الشخصية، وتحقيق الصمود النفسي لها، وتنمية مهاراتها في مواجهة الضغوط والأزمات، والنمو، وتطوير الذات، واكتشاف وتنمية السمات والقوى والفضائل الإيجابية الإنسانية التي أصبحت الشعوب والأمم في أمس الحاجة إليها في الوقت الراهن؛ لإيقاف نزيف ما أحدثه " الإنسان " من كوارث . 
    من هنا جاءت أولويات قسم علم النفس في الوقت الراهن، وللمرحلة القادمة؛ استشعارا منا بالمسؤولية، باعتبار ذلك واجبا علميا ومهنيا وإنسانيا تجاه الطلاب والوطن وسائر أبناء المجتمع على مختلف المستويات: الوقائية والإرشادية والعلاجية والنمائية ، والتي نرى أنها  لن تتحقق في ظل انعدام الإمكانيات إلا وفق أسس، ومنهجية سينتهجها هذا القسم، وعلى رأسها ما يأتي :
1- العمل بروح الفريق الواحد، بين كافة أبعاد منظومة قسم علم النفس من أبنائه  الطلاب والخريجين وكوادر القسم، يدا بيد فيما بينهم، وبإشراف وتعاون وتكاتف وتنسيق مع قيادات الكلية والجامعة . 
2- تفعيل الشراكة المجتمعية وتعزيزها، وكذلك الشراكة مع الجهات الحكومية والرسمية ذات العلاقة . 
3- التحلي بالإيمان بالله والتفاؤل والثقة بالذات، وتعزيز ثقافة التطوع في المجال النفسي والإنساني في الجامعة والمجتمع بمختلف أفراده ومؤسساته وجهاته ومنظماته . 
4- رفع مستوى الشعور بالمسؤولية الذاتية والمجتمعية تجاه تعزيز الصحة النفسية، وتحمل هذه المسؤولية من الجميع في الجامعة والمجتمع ( أفرادا وجماعات ومؤسسات ومنظمات...إلخ ). 
5- تعزيز المسؤولية الذاتية تجاه الذات ورعايتها وحمايتها وتطويرها وتنميتها واستثمارها؛ للارتقاء بها، ومن ثم الارتقاء بالمجتمع وتنميته، أثناء الأزمات، والإعداد لبناء المستقبل .
   كل تلك الأسس التي سينتهجها قسم علم النفس ستكون هي الرافعة والدعامة التي يستند إليها لتحقيق الأهداف  العظيمة لهذا القسم في خدمة المجتمع اليمني، بهذا التخصص العلمي الإنساني العظيم مفهوما ومعنى ورسالة،  خاصة في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها المجتمع اليمني، وبما يسهم في صناعة جيل إيجابي ، سويّ ، ناجح ، مبتكر ، مبادر ، مساهم في جهود التنمية المستدامة ، يخرج من ظروف الصدمات والكوارث والأزمات أكثر قوة وصمودا وإيجابية وفعالية ونماء ، يحمل منظورا شموليا إيجابيا واسع الأفق نحو الذات والمجتمع والوطن والإنسان والكون والحياة .
                                                                                       رئيس قسم علم النفس 
                                                           د. انتصار عبدالسلام كرمان 
18-5-2020م

الرسالة

"تتمثل رسالة القسم في الارتقاء بالمستوى المعرفي الابداعي وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي والمهني للفرد والمجتمع وفقا للقيم العربية والاسلامية والانسانية والعلمية الحديثة ومعايير الجودة العالمية".

الاهداف

يهدف القسم إلى إعداد كوادر مؤهلة ومتخصصة (باحثين، أخصائيين، واستشاريين) للقيام بالمهام التالية:
1. مساعدة أفراد المجتمع  بمختلف مراحلهم العمرية، عن طريق تقديم الاستشارات النفسية ورفع مستوى الوعي النفسي لديهم وكيفية التعامل مع المشاكل والضغوط النفسية التي قد تواجههم.
2. ارشاد وتوجيه الطلبة والعمال والموظفين نحو التخصص الدراسي أو المهني أو الوظيفي المناسب لإمكاناتهم وقدراتهم وميولهم، ومساعدتهم على النجاح والتفوق.
3. تقديم الخدمات النفسية في المجال النمائي والوقائي والعلاجي لكل الذين يحتاجونها، أو الذين يعانون من مختلف الاضطرابات النفسية العصابية، ولذوي الاحتياجات الخاصة.
4. دراسة الظواهر السلبية (الأسرية، الاجتماعية، التربوية، الإدارية....الخ) وتقديم الحلول والمقترحات إلى الجهات المختصة.

15;

الدفعات المتخرجة

129;

الطلاب المقيدين

21;

الكادر التدريسي

2;

البرامج